المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2024

تهوية التربة

 تهوية التربة ليست عملية عشوائية، بل تقنية زراعية مدروسة تهدف إلى *تحسين التبادل الغازي داخل التربة*، ما يسمح لجذور الزيتون بالتنفس بحرية وامتصاص الأوكسجين اللازم للنمو الطبيعي والسليم. في المناطق الجبلية مثل الأطلس المتوسط، حيث قد تكون التربة كثيفة أو معرضة للضغط بفعل الأمطار أو مرور الآليات، تصبح التهوية ضرورة حتمية للحفاظ على بنية التربة ونشاطها البيولوجي. بفضل التهوية المنتظمة، تتحسن *نسبة امتصاص المياه والعناصر المعدنية*، وتقل مشاكل التربة المضغوطة أو المشبعة بالمياه، مما ينعكس مباشرة على قوة نمو الأشجار وانتظام إنتاجها. كما تساهم في *تحفيز الكائنات الدقيقة النافعة* في التربة، والتي تلعب دوراً مهماً في تحليل المواد العضوية وتحويلها إلى مغذيات سهلة الامتصاص.

اعتماد الري بالتنقيط في ضيعتي ليس مجرد تقنية، بل هو التزام نحو الطبيعة، وجودة الإنتاج، واستمرارية تقاليدنا الزراعية الأصيلة

في قلب جبال الأطلس المتوسط، حيث يلتقي نقاء الهواء بخصوبة التربة، تقع ضيعتي الزراعية التي أعتز بها، وتضم أشجار الزيتون من صنف "بيشولين المغربية"، هذا الصنف الأصيل الذي يعكس تراثنا الفلاحي ويمنح زيتًا عالي الجودة بمذاق فريد ونسبة حموضة منخفضة. ولأن كل شجرة زيتون في هذه الأرض تمثل تاريخاً وذاكرة، اخترتُ أسلوب *الري بالتنقيط* كحلّ ذكي ومستدام للعناية بها. فالري بالتنقيط لا يساهم فقط في ترشيد استهلاك الماء، بل يُعدّ أيضًا أحد أهم عناصر ضمان جودة الإنتاج في المناطق الجبلية، حيث الموارد الطبيعية يجب التعامل معها بحكمة. يسمح هذا النظام بتزويد كل شجرة بكمية الماء التي تحتاجها بالضبط، في الوقت المناسب، دون هدر أو تبذير. وبفضل ذلك، لاحظتُ تطورًا إيجابيًا في نمو الأشجار وانتظامًا في عقد الثمار، إلى جانب تحسين جودة الزيت الناتج، سواء من حيث النكهة أو القيمة الغذائية. الري بالتنقيط ساعدني أيضًا في تقليل الأعشاب الضارة وتسهيل عمليات التسميد والتدخلات الفلاحية الأخرى. وقد أصبح عنصرًا أساسيًا في استراتيجياي للحفاظ على استدامة الضيعة ورفع مردودها، مع احترام التوازن البيئي في هذا الفضاء الجبلي ...

تقليم الفروع الزائدة قصد دخول أشعة الشمس بشكل جيد إلى الشجرة

  *تقليم شجرة الزيتون: سرالعناية بها ومفتاح إنتاج وفير* إن شجرة الزيتون، ككائن حي، تحتاج إلى الضوء والهواء كما نحتاجهما نحن. وعندما تتشابك الفروع بكثافة في مركز الشجرة، تُحرم الأغصان والثمار الداخلية من *الضوء الطبيعي والتهوية الجيدة*، مما يؤدي إلى ضعف النمو وتراجع جودة الإنتاج، فضلاً عن خلق بيئة مناسبة لتكاثر الآفات والأمراض الفطرية. لذلك، يُعتبر *تقليم الشجرة وفتح قلبها* خطوة أساسية لتحسين التوازن الداخلي. فمن خلال إزالة الفروع المتزاحمة في الوسط، نسمح لأشعة الشمس بالتغلغل إلى داخل الشجرة، مما يُعزز من عملية التمثيل الضوئي ويُقوي نمو الثمار ويُحسن نضجها. كما أن التهوية الجيدة الناتجة عن هذا النوع من التقليم تقلل من *الرطوبة الزائدة* داخل الشجرة، وهو ما يحد من خطر الإصابة بأمراض مثل عين الطاووس أو العفن الرمادي.